ساعة النهاية قاربت على إخفاء مجموعة "تابروير" الأميركية من المطابخ، الحاويات التي دخلت بيوت العالم وأضحت جزءاً أساسياً من حياتهم اليومية لن تعود إلى الأسواق وستفقدها ربّات البيوت.
بعد أن واجهت شركة تابروير Tupperware الرائدة في مجال تصنيع حاويات الطعام البلاستيكية منذ عقود، صعوبات متزايدة في الحفاظ على عملها، بدأت في إجراءات إشهار إفلاسها بعدما عانت لسنوات صعوبات مالية عائدة إلى تراجع إقبال المستهلكين عليها.
وأوضحت المديرة العامة للشركة المصنّعة لحافظات الطعام ومستلزمات مطبخية أخرى لوري آن غولدمان في بيان أن "الوضع المالي للشركة تأثر بشدة منذ بضع سنوات بسبب بيئة الاقتصاد الكلي الصعبة".
وأضافت أن "المخرج الأفضل" في هذا السياق كان إخضاع الشركة نفسها لقانون الحماية من الإفلاس.
وبيّنت الوثائق المقدّمة إلى محكمة الإفلاس الأميركية في ولاية ديلاوير أن "تابروير" قدّرت أصولها بما يتراوح بين 500 مليون دولار ومليار دولار، وموجباتها، من الأسهم والديون، بما يتراوح بين مليار وعشرة مليارات دولار. وأشارت إلى أن عدد دائنيها يتراوح بين 50 ألف و100 ألف دائن.
وساهمت عوامل عدة في إضعاف الشركة، التي تتخذ من أورلاندو في ولاية فلوريدا مقراً لها، ومنها انتشار التجارة عبر الإنترنت، وازدهار خدمة توصيل الوجبات ومعها استخدام البلاستيك لمرة واحدة، مما أثّر سلبا على نموذجها. كذلك تأثرت برغبة المستهلكين المتزايدة في اعتماد خيارات مراعية للبيئة.
قصة نجاح
انطلقت "تابروير" عام 1946، وأسسها المخترع الأميركي إيرل توبر، وأصبحت ظاهرة اجتماعية، إذ دخلت ملايين المنازل في مختلف أنحاء العالم.
في منتصف القرن العشرين، شهدت الشركة نمواً كبيراً بفضل حفلات تابروير التي أقيمت لأول مرة في عام 1948. حيث قدمت هذه الحفلات للعديد من النساء فرصة إدارة أعمالهن الخاصة من منازلهن وبيع المنتجات ضمن دوائرهن الاجتماعية، إلا أن تغير العادات الاستهلاكية مثل انخفاض عدد الوجبات المعدة في المنزل وزيادة تناول الطعام خارج المنزل، جاء بتأثير سلبي على المبيعات.