Arraf
نجاح الشركات الناشئة في عصر الذكاء الاصطناعي
يواجه نجاح الشركات الناشئة صعوبات بالغة، ويكافح رواد الأعمال الناشئين يومًا بعد يوم، ومن المتوقع أن يصطدموا باحتمالات شديدة العداء، ومع ذلك، يتعين عليك بصفتك أحد هؤلاء الرواد أن تقاوم وتقف في مهب الريح وتؤمن بنفسك ورؤيتك وفريقك عندما لا يؤمن بهم أحد غيرك.
عادةً ما أوكد على ضرورة توافر حزمة متنوعة من المبادئ الأساسية للشركات الناشئة. تتضمن المثابرة والمرونة وإيجاد طريقة عندما تبدو كل الطرق الأخرى مسدودة. إن الأمر برمته يتعلق بخلق واقع جديد لا يستطيع سوى قِلة قليلة من الناس رؤيته والإيمان به.
إن هذه النظرة الثاقبة هي التي تفصل بين المؤسسين الناجحين وأولئك الذين يخفقون على طول الطريق. وهي نفسها التي تفسر سبب ندرة الناجحين منهم، إنها النظرة الممتلئة بالإيمان عندما لا يؤمن بهم أحد آخر، والرؤية عندما لا يرى الجميع شيئًا.
ومع ذلك، يواجه المنظور السابق تحديًا جوهريًا في عصر الذكاء الاصطناعي. لنفترض جدلا، إذا كنت لاعبًا كبيرًا في الشطرنج فمن الممكن أن تكافح من أجل شق طريقك إلى القمة وتتحدى بطل العالم. وقد يكون لديك أمل، وإذا تدربت بجدية كافية فقد تفوز وتتجاوز وتنتصر. ولكن وبعد دخول الذكاء الاصطناعي إلى اللعبة عقب اختراع حاسوب “ديب بلو” في عام 1996 تغيرت قواعد اللعبة تمامًا وأصبحت منتهية. ولم تعد لديك أي فرصة للفوز على الإطلاق.
وقياسًا على ذلك، يطرح رواد الأعمال سؤالًا مماثلًا مع صعود الذكاء الاصطناعي بقوة. مع اختلاف بسيط في السيناريو السابق وهو أن التحدي الذي يواجه مؤسسو الشركات في الوقت الراهن لا يتلخص في الخسارة أمام الذكاء الاصطناعي نفسه. بل أمام الشركات الضخمة التي تمتلكه أو بمعنى آخر الشركات التي تمتلك الموارد الحسابية الهائلة اللازمة لتدريب الذكاء الاصطناعي الجديد ونشره وبنائه.
على سبيل المثال، وفقًا لصحيفة “أوبزرفر”، قامت شركات التكنولوجيا العملاقة مثل “مايكروسوفت”، و”جوجل”، و”ميتا”، و”أمازون” بشراء كميات هائلة من شرائح “إنفيديا”. وتخطط مايكروسوفت وحدها لشراء 1.8 مليون وحدة معالجة رسومية بحلول نهاية عام 2024.
والسؤال الأكثر إلحاحًا، ما هي الفرصة التي قد تتاح لمؤسس شركة لإحداث تغيير حقيقي في النظام البيئي عندما يفتقر إلى الأدوات التي تمتلكها الشركات الكبرى؟ الأمر أشبه بخوض حرب بالسهام ضد الصواريخ “الباليستية”، هل هناك فرصة للفوز؟ الإجابة ببساطة “نعم” وبقوة، لعدة أسباب جوهرية تؤدي إلى نجاح الشركات الناشئة وهي:
-
الإبداع
لا يزال البشر يتفوقون في الإبداع وهو العامل الأساسي. ورغم أن الذكاء الاصطناعي يعمل حاليًا على إعادة صياغة المعرفة البشرية الموجودة مع ابتكارات جديدة لم نشهدها بعد. إلا أن واقع الأمر، هناك سبب حقيقي للاشتباه في أن نماذج الذكاء الاصطناعي لها سقف أعلى من ذلك باستخدام الطرق الحالية. ووفقًا لنتائج الدراسة التي أجريت في عام 2024 ونشرت في مجلة “ناتيرو”، “تنهار نماذج الذكاء الاصطناعي عند تدريبها على بيانات تم إنشاؤها بشكل متكرر”. وهذا يعني أنه في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكنه معالجة وتحليل البيانات بما يتجاوز القدرة البشرية بكثير. إلا أنه يكافح لإنشاء أمور مستحدثة دون مدخلات بشرية جديدة.
-
الذكاء العاطفي
لا يزال الذكاء الاصطناعي يعجز عن فهم أو التعامل مع المشاعر البشرية المعقدة. لذا؛ من خلال الاستفادة من تعاطفك وفهمك وذكائك العاطفي. يمكن تطوير منتجات وخدمات تتوافق بشكل عميق مع العملاء، ومن ثم نجاح الشركات الناشئة.
-
القدرة على التكيف
تستطيع الشركات الناشئة أن تتكيف بسرعة مع ظروف السوق المتغيرة. ولكن على الجانب الآخر عادةً ما تكون الشركات الكبرى التي تمتلك موارد الذكاء الاصطناعي أبطأ في تغيير الاتجاه. مما يوفر فرصة للشركات الناشئة السريعة للابتكار والاستحواذ على حصة في السوق.
-
القيادة الملهمة
غالبًا ما يقود الشركات الناشئة الرائعة قادة ملهمين يلهمون الفرق ويخلقون ثقافات الابتكار. وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكنه معالجة البيانات. إلا إنه لا يستطيع إلهام الأشخاص أو قيادتهم بالطريقة التي يستطيع بها رواد الأعمال المتحمسون القيام بذلك.
خطوات النجاح
ولنجاح شركتك الناشئة تحت مظلة هذا العصر اتبع الخطوات الآتية:
1- استفد من الذكاء الاصطناعي كأداة وليس كمنافس، واستخدمه لتعزيز قدرات شركتك؛ ما يوفر الوقت للاستراتيجية والإبداع رفيعي المستوى.
2- ركز على المشاكل والحلول البشرية الفريدة، وابحث عن الفرص التي تكون فيها بصيرتك وتعاطفك أمرًا بالغ الأهمية.
3- لا يزال عامل التمييز الرئيسي لديك لمواجهة عالم الخوارزميات هو تنمية مهارات التفكير الإبداعي لديك، لذا؛ قم بتنمية تفكيرك الإبداعي.
4- قم ببناء فرق عمل متنوعة من ذوي الخبرة تقدم لشركتك وجهات نظر مبتكرة.
5- حافظ على مرونة شركتك وكن متأهب للتغيير في ظل استمرار تطور مشهد الذكاء الاصطناعي.
وأخيرًا، مازالت أرى أن العنصر البشري يبقى متفوقًا على تلك الآلات على طول الخط. وأن رواد الأعمال اليوم ما زالوا يتمتعون بالأفضلية. لذا؛ لا تزال الفرصة أمامك لبناء واقع جديد عظيم وملهم.
وفي حين أنه قد تكون هناك شركات ناشئة ناجحة بقيادة الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب. لكن هذا لا يعني أن الشركات الناشئة التي يقودها البشر لا تزال قادرة على تغيير العالم.
وما دام الواقع لا يزال كما هو، فاستمر في النضال من أجل خلق عالم أفضل وأكثر إلهامًا لك ولرواد الأعمال الناشئين الآخرين. ولا تنظر للمستقبل البعيد لأنه غير مؤكد بعد، وضع في اعتبارك حقيقة واحدة مفادها أنه طالما هناك رواد أعمال على استعداد للعمل بلا كلل لتحقيق أحلامهم. فتظل هناك شركات ناشئة يقودها الإنسان يمكنها تغير العالم بأسره.
بقلم / ميشا بريكستون
المقال الأصلي: هنا
The post نجاح الشركات الناشئة في عصر الذكاء الاصطناعي appeared first on مجلة رواد الأعمال.