Arraf

مؤشرات على أنك تعيش حياة من "الدرجة B" .. ما هي؟

هل تبدو حياتك "جيدة بما يكفي"؟ أو "مقبولة"؟ أم أنها تجعلك تشعر بأنك على قيد الحياة بكل حواسك؟ مفعم بالحيوية، بالأمل، بالإشباع؟ متحمّس لليوم التالي، للأسبوع القادم، للسنوات المقبلة؟
إذا كنت تنتمي للفئة الأولى، فإن تعيش حياة تعرف بـ"حياة بدرجة B+" — وهي حياة أفضل بالتأكيد من العدم أو من الألم، لكنها قد تكون أكثر ضرراً على المدى البعيد.
والسبب هو أن الحياة عندما تكون "جيدة بما يكفي"، فإننا نادراً ما نبذل الجهد لتغييرها نحو الأفضل — نحو حياة بدرجة A+، أي حياة مليئة بالأصالة، بالشغف، وبالرضا الحقيقي.
والجدير بالذكر أن الجهة التي تمنح هذه الدرجة ليست المجتمع، ولا العائلة، ولا المدير في العمل. لكنها تكمن في الشخص نفسه.
وفي مقال لـCNBC Make It، تقول سوزي ألش الأستاذة الاكاديمية المتخصصة في مسارات الحياة المهنية إن الرضا بحياة بدرجة B+ ليس حتمًا، بل عادة. مضيفة: نعتاد العيش في "بدلة ليست على مقاسنا" — وهو توصيف دقيق شعرت أنه ينطبق على كثيرين.
وتواصل: نقنع أنفسنا أحلامي القديمة كانت ساذجة… لا أحد يحصل على ما يريد حقاً.
اقرأ أيضاً: 3 مهارات فقط.. ماذا تحتاج لتنجح في بداية حياتك المهنية؟
هل تعرف قيمك؟
بهذا السؤال يبدأ أستاذ وباحث متخصص في مسارات الحياة المهنية حديثه عن منهجية علمية قام بتطويرها، تُدرَّس حالياً في كلية ستيرن للأعمال في جامعة نيويورك ضمن مساق يحمل عنوان: "أن تصبح أنت: تصميم الحياة الأصيلة التي تريدها وتحتاجها."
ويستند هذا النهج إلى فرضية مفادها أن الغاية الشخصية في الحياة تكمن عند تقاطع ثلاث ركائز، وهي القيم الجوهرية للفرد، والقدرات الذهنية والعاطفية، والاهتمامات القابلة للتحقيق اقتصادياً.
اقرأ أيضاً: 7 أشياء لا يفعلها الأشخاص الأكثر سعادة.. فما هي؟
وأوضح الباحث أن القدرات والاهتمامات تكون واضحة في العادة، لكن معظم الناس لا يعرفون قيمهم الحقيقية بشكل تفصيلي، وأن اكتشاف هذه القيم يتطلب اختبارات متخصصة واستكشافاً منهجياً.
وبمجرد تحديد هذه القيم، يصبح بالإمكان التحول من "العيش بالصدفة" إلى "العيش بالتصميم". ورغم أنه لا توجد طرق مختصرة لتحقيق ذلك، إلا أن النتيجة النهائية تُعد بمثابة خارطة طريق للانتقال من "حياة بدرجة B+" إلى ما هو أبعد وأغنى وأكثر انسجاماً مع الذات.
كيف تعرف أنك تعيش حياة من الدرجة B؟
1. تشعر بالإرهاق المستمر رغم أن حياتك تبدو "ناجحة" ظاهرياً
على الرغم من تحقيق الإنجازات سواء في العمل أو في حياتك الشخصية، لكنك تشعر داخلياً بالجمود، أو اللامبالاة، أو الإنهاك الخفي.
هذا النوع من التباين يعرف بـ"فجوة الأصالة" (Authenticity Gap) — أي المسافة بين حياتك الخارجية وواقعك الداخلي الحقيقي.
2. قيمك الحقيقية تظهر في خيالك أكثر من واقعك
وبشكل بسيط، فإنك تتحدث كثيراً عن أهمية قيم مثل: الاستقلالية، والتعبير الإبداعي عن الذات، والخدمة والمساهمة، والانتماء للمجتمع .لكن عند النظر إلى جدولك اليومي وقراراتك الحياتية، لا تجد أثراً فعلياً لهذه القيم، باختصار هو أن حياتك لا تعكس أولوياتك الحقيقية.
3. احتكاكات متكررة في علاقاتك الأساسية
الخلافات أو الجفاء العاطفي أو التوتر قد تكون نتيجة كبت احتياجاتك الحقيقية أو عدم وضع حدود صحية أو تجاهل حقيقتك.
تشير الأبحاث بوضوح إلى أن العيش بطريقة غير أصيلة يؤدي إلى اضطراب في علاقاتنا مع الآخرين.
4. تحلم بالهروب، لا بالتطور
تفكر كثيرًا في الاستقالة، أو الهروب، أو بدء حياة جديدة من الصفر.
هذا النوع من الأحلام لا يعكس رغبة في إعادة الابتكار بقدر ما يعكس رغبة في الهروب من حياة لا تشبهك.
هل يمكنك أن تعيش حياة أفضل من "B+"؟
البعض يعتبر حياة B+ أفضل مما كانوا يحلمون به، بالنظر إلى ظروفهم أو تجاربهم السابقة، وقد تكون فعلاً "كافية" في مرحلة ما.
لكن لدى كثيرين آخرين، هناك حنين داخلي لحياة أكثر إشباعاً وصدقاً. هذا الشعور ينمو ببطء، ويتحوّل إلى انزعاج داخلي مستمر، وقد ينتهي الأمر بانفجار أو تغيير مفاجئ — سواء باختيارك أو تحت ضغط الواقع.
اقرأ أيضاً: لماذا قد تشعر باللامبالاة تجاه إنجازاتك وكيف تتغلب على ذلك؟
أما الدواء الحقيقي، فهو أن يكون هناك فهم قيمك بوضوح وعمق، بجانب الاعتراف الصادق: هل تعيش وفق هذه القيم بقدر ما تتوق إليه روحك وقلبك؟
فقط عندها يمكنك كسر دائرة "الراحة" التي تُبقيك في حياة B+، والانطلاق نحو حياة أكثر جرأة وصدقاً وإشباعاً.