Arraf

Select Language

من هو لي جاي ميونغ الفائز في انتخابات الرئاسة بكوريا الجنوبية؟

قناة CNBC العربية منذ أسبوعين

فاز مرشح الحزب الديمقراطي الليبرالي لي جاي ميونغ في انتخابات الرئاسة التي جرت يوم الثلاثاء الثالث من يونيو/ حزيران في كوريا الجنوبية.

وأقر منافس لي في الانتخابات من حزب قوة الشعب، كيم مون سو، بالهزيمة، وفقاً لما ذكرته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء.

وكشفت بيانات صادرة عن اللجنة الوطنية للانتخابات في كوريا الجنوبية حصول لي جاي ميونغ على نسبة 49.3% من الأصوات، وذلك بعد فرز 99.2% من الأصوات.

من هو لي جاي ميونغ؟

يحمل ميونغ خبرة واسعة في السياسة الكورية، حيث عمل زعيماً سابقاً لحزب المعارضة الرئيسي الديمقراطي، فضلاً عن عمله كحاكم ورئيس بلدية، وكان عضواً في الجمعية الوطنية (البرلمان الكوري) في آخر مناصبه قبل الانتخابات.

ووصفت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية، لي بأنه عنيد وحازم، وهي الصفات التي ترجعها إلى سنواته الأولى كواحد من سبعة أطفال نشأوا في عائلة فقيرة في أندونغ، بمقاطعة شمال غيونغ سانغ الكورية، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.


اقرأ أيضاً: وسط ضغوط سياسية وتجارية.. كوريا الجنوبية تخفّض الفائدة لأقل مستوى في نحو 3 سنوات


لم يكن ميونغ تعليمه مُهيئاً مثالياً لمسيرة في القانون والسياسة. كان يتغيب كثيراً عن المدرسة الابتدائية - التي تبعد خمسة كيلومترات سيراً على الأقدام عن منزله - وترك الدراسة في سن المراهقة للعمل في المصانع لمساعدة والدته وشقيقته، العاملتين في تنظيف المراحيض، في سداد الفواتير بعد انتقالهما إلى سيونغنام، بالقرب من العاصمة سيول.

في الثالثة عشرة من عمره، أصيب بإعاقة دائمة بعد أن سحق مكبس صناعي معصمه. وأدت هذه الإصابة إلى إعفائه لاحقاً من الخدمة العسكرية الإلزامية.

ونجح ميونغ في نهاية المطاف في اجتياز امتحانات المدرسة قبل دراسة القانون من خلال منحة دراسية، واجتاز امتحان نقابة المحامين في عام 1986 قبل أن يصبح محامياً وناشطاً في مجال حقوق الإنسان.

وكان انتقال ميونغ إلى مجال السياسة انعكاساً لبدايته المتعثرة في تعليمه: فقد فشل في انتخابه رئيساً لبلدية سيونغنام في محاولته الأولى في عام 2006، لكنه نجح بعد أربع سنوات.


اقرأ أيضاً: رئيس برلمان كوريا الجنوبية يقترح تعديل الدستور للحد من صلاحيات الرئيس


مشوار ميونغ مع انتخابات الرئاسة

بعد أن خسر ترشيح حزبه لمنصب الرئيس أمام مون جاي إن في عام 2017، تعرض ميونغ للهزيمة في انتخابات عام 2022 على يد الرئيس المعزول مؤخراً يون سوك يول بأضيق هامش بين المرشحين في تاريخ كوريا الجنوبية - أقل من نقطة مئوية واحدة - بعد حملة شرسة قدمت لمحة عن الانقسام الذي ميز فترة يون في منصبه.

وتعرض يون للعزل مؤخراً من البرلمان في كوريا الجنوبية في شهر ديسمبر/ كانون الأول، وذلك بعد إعلانه الأحكام العرفية، وهو الأمر الذي واجه احتجاجات اضطرت بالرئيس السابق للتراجع عن قراره لكن ذلك لم يشفع له، لينتهي الأمر بخروجه من السلطة.

بالنسبة لميونغ، فقد نجا من محاولة اغتيال في شهر يناير/ كانون الثاني 2024، عندما طعنه رجل في رقبته خلال مناسبة عامة بمدينة بوسان. وقال مسؤولون آنذاك إن الإصابة استدعت إجراء عملية جراحية، لكنها لم تكن تهدد حياته، بحسب شبكة CNN.

وفي ليلة إعلان الأحكام العرفية تصدّر ميونغ عناوين الأخبار مجدداً، ليصبح أحد المشرعين الذين سارعوا إلى المجلس التشريعي وتجاوزوا الجنود لإجراء تصويت طارئ لرفع الأحكام العرفية. وأجرى بثاً مباشراً وهو يقفز فوق السياج لدخول المبنى، في فيديو انتشر على نطاق واسع وشاهده عشرات الملايين.


اقرأ أيضاً: رئيس كوريا الجنوبية يعتذر في كلمة للشعب عن قرار فرض الأحكام العرفية


وعود ميونغ الانتخابية

في حملته الانتخابية، التي كان كثيراً ما كان يتحدث خلالها من خلف زجاج واقٍ من الرصاص ويرتدي سترة واقية، وعد ميونغ بإصلاحات سياسية واقتصادية، تتضمن فرض قيود أكبر على قدرة الرئيس على إعلان الأحكام العرفية، ومراجعة الدستور للسماح بفترتين رئاسيتين مدة كل منهما أربع سنوات بدلاً من فترة واحدة حاليًا مدتها خمس سنوات. كما دعم ميونغ تعزيز قطاع المشاريع الصغيرة وتطوير صناعة الذكاء الاصطناعي.

وشدد ميونغ على ضرورة تخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية مع التمسك بالهدف طويل الأمد المتمثل في نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية. 

ويقول مساعدو ميونغ إن حقوق الإنسان ستظل محورية في التعامل مع بيونغ يانغ، بما في ذلك المناقشات المتعلقة بإعادة أي أسرى حرب أحياء من الحرب الكورية (1950-1953).


اقرأ أيضاً: تفاصيل أزمة "كوريا الجنوبية".. مجلس الوزراء يوافق على رفع الأحكام العرفية


هل ينجو من المحاكمات؟

لكن ميونغ، وبحسب CNN، تورط أيضاً في أمور مثيرة للجدل، بما في ذلك العديد من المحاكمات الجارية له بتهمة الرشوة، والتهم المتعلقة بفضيحة مرتبطة بتطوير العقارات.

أيضاً أُدين ميونغ بانتهاك قانون الانتخابات في قضية أخرى جارية، تُزعم أنه أدلى عمداً بتصريح كاذب خلال مناظرة في الحملة الرئاسية في 2022. وأُحيلت القضية إلى محكمة الاستئناف.

حصل ميونغ مؤخراً على راحة مؤقتة من الصداع القضائي الذي يلاحقه بعد أن وافقت المحاكم على طلبه بتأجيل المزيد من الجلسات حتى بعد الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء.

لكن أي حكم بالإدانة، بعد توليه الرئاسة، سيُثير جدلاً حول الأحكام الدستورية التي تحمي قادة كوريا الجنوبية من الملاحقة الجنائية، باستثناء تهم التمرد أو الخيانة. ويتساءل مراقبون عما إذا كانت الحصانة الرئاسية ستوقف الملاحقات القضائية، أو ستمنع توجيه أي اتهامات جديدة.

أخر الأخبار

عرض الكل