جريدة المال منذ أسبوعين

شهدت الأسواق الآسيوية في عام 2024 موجة بيع واسعة من قبل المستثمرين الأجانب، بعد أن أصبح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب محور قلق بسبب سياساته التجارية المتوقعة وتأثيرها السلبي على اقتصادات آسيا. ووفقا لوكالة رويترز، سجل المستثمرون الأجانب صافي بيع بقيمة 15.8 مليار دولار من الأسهم في دول مثل تايوان، كوريا الجنوبية، الهند، تايلاند، إندونيسيا، فيتنام، والفلبين خلال عام 2024، مقارنة بصافي شراء بلغ 26.6 مليار دولار في عام 2023. ورغم تدفق 14.67 مليار دولار في الاستثمارات خلال الثلاثة أرباع الأولى من العام مدفوعة بتوقعات تخفيف السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي ونمو إقليمي، تحول المستثمرون إلى بيع مكثف في الربع الأخير بسبب قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات الأمريكية. تحديات أمام أسهم آسيا في 2025 قال تيموثي مو، محلل لدى جولدمان ساكس، إن البيئة الاقتصادية للأسواق الآسيوية تظل مليئة بالتحديات في عام 2025. وأضاف أن التحديات المبكرة تشمل بيانات اقتصادية متباينة، ارتفاع عوائد السندات الأمريكية ذات العشر سنوات، وقوة الدولار، بالإضافة إلى التهديد بفرض تعريفات جمركية جديدة من قبل الولايات المتحدة على اقتصادات آسيا والمحيط الهادئ، بجانب استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والمخاطر الجيوسياسية. ساهمت العائدات الأعلى في الأسواق الأخرى في تحويل المستثمرين الأجانب بعيدًا عن الأسواق الآسيوية، حيث سجل مؤشر MSCI آسيا والمحيط الهادئ عائدًا بنسبة 7.23% فقط في 2024، مقارنة بعوائد أعلى في MSCI العالمي (15.73%) وMSCI الأمريكي (23.4%). تعهد ترامب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير، بفرض تعريفات جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، وبنسبة 60% على البضائع الصينية. ويتوقع أن تؤثر هذه الإجراءات على المصدرين الآسيويين الآخرين بسبب الترابط القوي لسلاسل التوريد مع الصين. قال ييب جون رونغ، استراتيجي الأسواق لدى IG، إن التوقعات بتخفيض التعريفات الجمركية تبدو غير مؤكدة في هذه المرحلة، ما يدفع المستثمرين إلى انتظار المزيد من الوضوح في السياسات. وأضاف جيسون لوي، رئيس استراتيجية الأسهم والمشتقات لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في BNP Paribas: “نتوقع أن يكون المستثمرون الأجانب أكثر انتقائية في الأسواق والقطاعات، بناءً على الأجندة المحلية لكل سوق ومدى حساسيتها لسياسات النقد والتجارة الأمريكية”. تظهر هذه الأحداث مدى تأثر الأسواق الآسيوية بالتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية، خاصة مع استمرار حالة الترقب للسياسات التي ستتبناها الإدارة الأمريكية الجديدة.