Arraf
ديناميكية العمل الجديدة بالذكاء الاصطناعي ومشاعر البشر
أدى العمل بالذكاء الاصطناعي إلى تغيير الطريقة التي نؤدي بها مهامنا وبسرعة كبيرة جدًا، لكن لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه التغييرات السريعة، يجب أن نركز على الطريقة التي يسهم من خلالها هذا الذكاء في تحسين عملنا، بدل الخوف من أن يأخذ وظائفنا كبشر.
توجد طرق عدة يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعدنا من خلالها، مثل اكتشاف رؤى جديدة، وتحفيز الإبداع، وتعزيز النمو التنظيمي.
ولكي نتمكن من تحقيق أقصى استفادة منه حقًا، يجب أن تتوفر لدينا القدرة على الجمع بين خبراتنا الفنية والصفات الإنسانية الأساسية، مثل: التعاطف والإبداع والتفكير الأخلاقي.
ويعني النجاح في عالم العمل الجديد هذا. بناء قوة عاملة هجينة تشكل مزيجًا بين قدرات الذكاء الاصطناعي والمهارات البشرية الفريدة.
البقاء للعمل الهجين
يعد التحرك نحو نماذج هجينة تجمع بين العمل “عن بُعد” والعمل في المكتب، أحد أكبر التحولات التي شهدناها بمكان العمل. فوفقًا لمسح حديث أجرته شركة Littler، فقد تبين أن جداول العمل الهجينة ليست مجرد حل مؤقت، بل ستظل موجودة، وإنها وجدت لتبقى.
وتدرك الشركات والموظفون على حد سواء فوائد هذا النهج، ابتداءً من زيادة المرونة والإنتاجية إلى توازن أفضل بين العمل والحياة.
كما يتماشى نموذج العمل الهجين مع دمج الذكاء الاصطناعي على نحو مثالي؛ حيث يسمح للموظفين بالاستفادة من التكنولوجيا وأيضًا الاستفادة في الوقت نفسه من التعاون وجهًا لوجه مع البشر، واللمسة الإنسانية الفريدة التي لا يمكن تكرارها بواسطة الآلات. ويمكن للمؤسسات خلق بيئة؛ حيث تزدهر الذكاء الاصطناعي والمهارات البشرية معًا. من خلال تبني ثقافة عمل هجينة.
المهارات التقنية ضرورية لتطور مكان العمل
أصبحت الكفاءة التكنولوجية، أحد المتطلبات الأساسية في شتى الصناعات، بالتزامن مع استمرار تطور مكان العمل.
ونحن لا نبالغ عندما نذكر أهمية المهارات التقنية في بيئات العمل الحديثة. حيث يحتاج الموظفون مع انتشار الذكاء الاصطناعي والأتمتة بشكل متزايد، إلى تطوير بعض المهارات الضرورية في تحليل البيانات والبرمجة ومحو الأمية الرقمية؛ للبقاء قادرين على المنافسة. وتدرك الشركات هذا التحول وتقوم بتكييف سير العمل وفقًا لذلك.
يوضح شون ديبنال؛ كبير مسؤولي التسليم ورئيس الذكاء الاصطناعي المؤسسي في Sand Technologies: “تقوم الشركات بتكييف سير العمل الخاص بها مع عالم الذكاء الاصطناعي على الجبهتين: التكنولوجية والبشرية. وتستثمر المؤسسات على الجانب التكنولوجي، في أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة والبنية الأساسية السحابية اللازمة لتشغيلها”.
أما فيما يتعلق بالجانب البشري، فتميل استثماراتهم إلى العمل على توظيف الأشخاص المجهزين للاستفادة من أحدث التطورات في الذكاء الاصطناعي. وفي إنشاء برامج تدريبية لإعادة تأهيل الموظفين الحاليين ورفع مهاراتهم.
ويضمن هذا النهج المزدوج أن الموظفين سيكونون قادرين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بفاعلية وأيضًا تحسين مجموعات مهاراتهم باستمرار.
كما يمكن للمؤسسات إنشاء مزيج متناغم من قدرات الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية، من خلال تعزيز القوى العاملة التي تتمتع بالمهارة الفنية؛ ما يؤدي إلى دفع الابتكار وتحقيق الأهداف الاستراتيجية في هذا العصر الجديد من العمل.
لا يمكن الاستغناء عن المهارات الناعمة
تظل المهارات الناعمة والمهارات الشخصية أمرًا لا غنى عنه في مكان العمل الحديث. على الرغم من صعود الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. وفيما تعد المهارات التقنية ضرورية للتنقل والاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي، فإن ما يميز الموظفين الفاعلين حقًا هي المهارات الناعمة. مثل التواصل والتعاطف والتفكير النقدي والقيادة.
وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يستطيع تحليل البيانات وإجراء حسابات معقدة. إلا أنه يفتقر القدرة على فهم المشاعر والسياقات البشرية. ومع قيام المنظمات بدمج الذكاء الاصطناعي في سير العمل الخاصة بها، يجب عليها أيضًا التأكيد على تطوير هذه الصفات البشرية الأساسية.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يزودنا برؤى وكفاءة عظيمة، لكن اللمسة الإنسانية التي تعني التعاطف والقدرة على قراءة ما يحدث لمعرفة متى وكيف وإلى أي مدى يمكن التدخل في قضايا معينة هي التي تدفع التعاون والابتكار الهادف.
يتطلب تبني الذكاء الاصطناعي إلى القدرة على إدراك إمكاناته التي من شأنها أن تعزز عملنا وليس استبداله. فالذكاء الاصطناعي يكشف عن الرؤى ويعزز الإبداع ويدفع النمو عندما يقترن بالصفات الإنسانية مثل التعاطف والتفكير الأخلاقي.
إن التحول نحو نماذج العمل الهجينة، التي تمزج بين العمل عن بُعد والعمل في المكتب، سوف يبقى. حيث يعمل هذا النموذج على تعظيم المرونة والإنتاجية، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على اللمسة الإنسانية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
The post ديناميكية العمل الجديدة بالذكاء الاصطناعي ومشاعر البشر appeared first on مجلة رواد الأعمال.