Arraf

Select Language

أميركا تعيد رسم استراتيجيتها العالمية في 2025: جيش أقوى وحلفاء أقل

قناة CNBC العربية منذ 54 دقيقة

نشرت الولايات المتحدة على موقع البيت الأبيض وثيقة استراتيجية الأمن القومي لعام 2025 التي ترسم ملامح السياسة الخارجية والدفاعية في ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية.

تعيد الاستراتيجية الأميركية رسم خريطة النفوذ العالمي وفق منطق «القوة مقابل المصالح». فالأولويات لم تعد نشر القيم الديموقراطية، بل إدارة الصراع بالقوة وحماية الداخل اقتصاديا وعسكريا، ودفع الحلفاء إلى الاعتماد على أنفسهم.

وبينما تتجه أوروبا إلى مرحلة «استقلال دفاعي إجباري»، يتحول الشرق الأوسط في الرؤية الأميركية من منطقة صراعات مزمنة إلى ساحة استثمارات وتحالفات اقتصادية وتقنية، بينما تستعد أميركا لمواجهة طويلة الأمد مع الصين في آسيا، ليس فقط عسكريا بل اقتصاديا وتكنولوجيا.

أميركا أولا

وأكدت الاستراتيجية أن جوهر التوجه الأميركي يتمحور حول مبدأ «أميركا أولا» عبر تعزيز القوة العسكرية والاقتصادية، وفرض معادلة جديدة مع الحلفاء، وإعادة ترتيب أولويات المناطق الاستراتيجية وفي مقدمها الشرق الأوسط وأوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتعتبر الوثيقة أن الإدارات الأميركية السابقة أخفقت في تحديد مصالح قومية واضحة، وأن الاستراتيجية الجديدة تعيد تعريف مفهوم الأمن القومي باعتباره حماية مباشرة للمصالح الأميركية، لا الانخراط في «حروب مفتوحة» أو تحمل أعباء دفاع الآخرين.

وجاءت الاستراتيجية للتأكيد على مبدأ أميركا أولا من خلال التشديد على إعادة بناء القوة العسكرية الأميركية واستثمار نحو تريليون دولار في تحديث الجيش، وتعزيز الردع النووي، وتطوير منظومات دفاع صاروخي متقدمة لحماية الأراضي الأميركية

كما شملت الاسترايتجية فرض سياسة هجرة صارمة تحت عنوان «انتهاء عصر الهجرة الجماعية»، مع إعطاء الأولوية للأمن الاقتصادي عبر فرض رسوم تجارية وإعادة الصناعات إلى الداخل الأميركي.

 بخلاف التوسع في إنتاج الطاقة وإعادة هيمنة أميركا في النفط والغاز والطاقة النووية، ورفض سياسات «صفر انبعاثات»، وتعزيز السيطرة على سلاسل الإمداد العالمية، وخاصة المعادن النادرة والتكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية.

دعوة أوروبا لتحمل مسؤليتها الدفاعية والمالية

وشملت الاستراتيجية دعوة صريحة لأوروبا لتحمل مسؤولياتها الدفاعية والمالية، ورفع إنفاق دول الناتو إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وانتقاد سياسات الاتحاد الأوروبي، لا سيما ما يتعلق بالهجرة، والقيود على حرية التعبير، وتراجع الهوية الوطنية في عدد من الدول.

مع التأكيد على أن الحرب في أوكرانيا يجب أن تنتهي عبر تسوية عاجلة، حفاظا على استقرار أوروبا ومنع توسع الحرب مع روسيا.

ووصفت الاستراتيجية الوضع الأوروبي الحالي بأنه «أزمة حضارية» وليس فقط اقتصادية، محذرا من أن أوروبا قد تفقد مكانتها العالمية خلال عقدين إذا استمرت السياسات الحالية.

وجاءت استراتيجية أميركا على الإصرار على أن تحالف الناتو لن يبقى مظلة مجانية لأوروبا، بل تحالفا قائما على «تقاسم الأعباء».

عدم الاعتماد على نفط الشرق الأوسط

الوثيقة ترسم تحولا واضحا في موقع الشرق الأوسط في السياسة الأميركية منها التأكيد أن الولايات المتحدة لم تعد تعتمد على نفط الشرق الأوسط بعد عودتها مصدرا عالميا للطاقة، كما اعتبرت إيران «العامل الأبرز في زعزعة الاستقرار»، والتشديد على أن الضربات الأميركية والإسرائيلية أضعفت برنامجها النووي.

الإشادة بعملية «Midnight Hammer» التي استهدفت بنية إيران النووية في يونيو 2025، والإعلان عن التوصل إلى اتفاقات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وبين إسرائيل وحزب الله، مع دعم استقرار سوريا بالتعاون مع تركيا وإسرائيل ودول عربية، وتعزيز الشراكة مع دول الخليج في مجالات الأمن، والطاقة النووية، والذكاء الاصطناعي، والدفاع.

وأيضاً فتح المجال لتوسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل دولا أخرى في العالم الإسلامي، مع التأكيد على ضمان أمن إسرائيل كأولوية أميركية دائمة، والإصرار على حرية الملاحة في مضيق هرمز والبحر الأحمر، ومنع وقوع الموارد الاستراتيجية بيد أي قوة معادية.

أخر الأخبار

عرض الكل