قناة CNBC العربية منذ 3 أسابيع

ثورة الذكاء الاصطناعي تحدث ثورة مضادة في قطاع الإعلان حيث يُثير قلق المستثمرين من التأثير على صناعتهم، وفقاً لما صرّح به أحد رواد هذا القطاع لشبكة CNBC.

وقال مارك ريد، الرئيس التنفيذي المُنتهية ولايته لمجموعة WPP البريطانية للإعلان، لكارين تسو من CNBC يوم الثلاثاء: "أعتقد أن هذا التغيير الجذري الذي يُحدثه الذكاء الاصطناعي... يُثير قلق المستثمرين في جميع القطاعات، ويُزعزع أعمالنا تماماً".

يتعرض سوق الإعلان لتهديدات من أدوات الذكاء الاصطناعي المُولّدة الناشئة التي يُمكن استخدامها لإنتاج محتوى مُبتكر بوتيرة سريعة. وقد شهد العامان الماضيان ظهور عدد من مُولّدات الصور المُعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك DALL-E من OpenAI، وVeo من Google، وMidjourney.

ثورة جذرية 

في أول مقابلة له منذ إعلانه عن تنحيه عن رئاسة WPP، قال ريد إن الذكاء الاصطناعي "سيُحدث ثورةً جذريةً في أعمالنا".

وفي أسبوع لندن للتكنولوجيا، قال: "سيُتيح الذكاء الاصطناعي جميع خبرات العالم للجميع بتكلفة منخفضة للغاية". وأضاف: "أفضل محامٍ، وأفضل طبيب نفساني، وأفضل أخصائي أشعة، وأفضل محاسب، بل وأفضل مصممي الإعلانات والتسويق، غالبًا ما يكونون ذكاءً اصطناعياً، وسيعملون بذكاء اصطناعي".

اقرأ أيضاً: هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء والمعلمين؟ بيل غيتس يجيب

وأضاف ريد أن 50 ألف موظف في WPP يستخدمون الآن منصة WPP Open، وهي منصة التسويق الخاصة بالشركة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وأضاف: "أعتقد أن هذا هو إرثي من نواحٍ عديدة".

من ناحية أخرى، أشار ريد أيضاً إلى أن الضغط الهيكلي على الجوانب الإبداعية في قطاع الإعلانات يدفع باتجاه توحيد الصناعة، مضيفًا أن الشركات ستحتاج إلى "تبني" طريقة تأثير الذكاء الاصطناعي على كل شيء، بدءاً من إعداد التقارير والخطط الإعلامية وصولاً إلى تحسين الحملات.

في يونيو من العام الماضي، أظهر تقرير صادر عن شركة فورستر أن أكثر من 60% من وكالات الإعلان الأميركية تستخدم بالفعل الذكاء الاصطناعي التوليدي، بينما أفاد 31% منها بأنها تستكشف استخدامات جديدة لهذه التقنية.

"تحوّل هائل"

ليس ريد وحده من يتبنى هذا الرأي. يشهد قطاع الإعلان "تحوّلاً هائلاً" نتيجةً للتأثيرات الجذرية للذكاء الاصطناعي، وذلك وفقًا لما صرّح به موريس ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة الإعلانات الفرنسية العملاقة Publicis Groupe، لشبكة CNBC خلال مؤتمر Viva Tech في باريس.

وأشار إلى أن أدوات توليد الصور والفيديوهات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تُسرّع إنتاج المحتوى بشكل كبير، بينما يُمكن لأنظمة المراسلة الآلية الآن تحقيق "تخصيص واسع النطاق بشكل غير مسبوق".

الحفاظ على الوظائف البشرية

مع ذلك، تُحذّر نيكول دينمان غرين، المحللة في جارتنر، العلامات التجارية من التسبب في رد فعل سلبي من المستهلكين المُشككين في تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع البشري.

ووفقاً لاستطلاع أجرته جارتنر في سبتمبر، قال 82% من المستهلكين إن الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي المُولّد يجب أن تُعطي الأولوية للحفاظ على الوظائف البشرية، حتى لو أدى ذلك إلى انخفاض الأرباح.

وقالت غرين لشبكة CNBC: "يجب أن ننتقل من قدرات الذكاء الاصطناعي إلى ما ينبغي أن يفعله في مجال الإعلان".

وأضافت: "ما ينبغي أن يفعله هو المساعدة في خلق رؤى ثورية، وتنفيذ فريد للوصول إلى جماهير متنوعة ومتخصصة، وتجاوز حدود مفهوم "التسويق"، وتقديم تجارب شخصية أكثر تميزاً وفائدةً وارتباطاً بالعلامة التجارية، بما في ذلك الوفاء بوعد التخصيص الفائق".