المؤثرون في مرمى الانتقادات وسط أزمة اقتصادية متصاعدة

Select Language

المؤثرون في مرمى الانتقادات وسط أزمة اقتصادية متصاعدة

قناة CNBC العربية منذ شهر

 

تشهد صناعة المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الانتقادات الحادة، بالتزامن مع تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي وتراجع ثقة المستهلكين. ورغم أن هذه الصناعة ازدهرت سابقًا خلال فترات التقلب، مثل جائحة كوفيد-19، إلا أن ملامح التغير باتت واضحة مؤخرًا.

تُظهر مؤشرات عديدة تراجع ثقة المستهلكين، وسط موجة من التعليقات الغاضبة على منشورات المؤثرين على منصات مثل تيك توك وإنستغرام، حيث يُتهم البعض بالتفاخر بالثراء في وقت يكافح فيه كثيرون لتغطية أساسيات الحياة مثل الإيجار والبقالة.

اقرأ أيضاً: "المؤثر الغامض" يقفز بأسهم "غيم ستوب" 30%

ووفقًا لتقديرات غولدمان ساكس، تجاوزت قيمة اقتصاد المؤثرين عالميًا 250 مليار دولار، ويضم أكثر من 50 مليون مبدع. إلا أن %90 منهم يجنون أقل من 50 ألف دولار سنويًا، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال كبار المؤثرين يجنون مبالغ ضخمة مقابل منشور واحد، بالإضافة إلى تلقيهم هدايا فاخرة من العلامات التجارية.

من بين الأمثلة التي أثارت الجدل مؤخرًا، منشور للمؤثرة أديلين مورين التي تحدثت عن وجبة عشاء بقيمة 1000 دولار في مطعم فاخر خلال مهرجان كوتشيلا. وجاء أحد أبرز التعليقات: "هل سأفعل ذلك؟ بالكاد أستطيع دفع الإيجار!".
كما أثارت مي ليونغ، وهي مؤثرة من نيويورك، جدلًا عندما تحدثت عن إنفاقها 2000 دولار أسبوعيًا على الكافيار، ما دفع بعض المتابعين للسخرية منها بعبارات مثل: "وفّري الكافيار وادفعي إيجاري".

ويرى خبراء أن هذه الموجة قد تجبر المؤثرين على تعديل استراتيجياتهم.
يقول ديف يوفانو، الرئيس التنفيذي لشركة Impact.com: "إذا لم يتفاعلوا بصدق مع جمهورهم، سيخسرونه". ويضيف أن الكثيرين بدأوا التركيز على محتوى يقدم "قيمة" مثل التوفير، وتنظيم الميزانية، وحتى نصائح التنظيف والتربية.

اقرأ أيضاً: ارتفاع قيمة عملة ترامب الميمية بنسبة 50% بسبب "عرض عشاء مع الرئيس"

وقد أفادت بلومبرغ أن المؤثرين الذين يشاركون محتوى يتعلق بإدارة الأموال يحققون نسب مشاهدة أعلى من المعتاد، في وقت بدأت فيه الشركات أيضًا التحول نحو نظام الدفع مقابل الأداء، بدلًا من العقود الثابتة مع المؤثرين.

ويبدو أن المشهد الرقمي في طريقه للعودة إلى البساطة. تقول المستشارة والمبدعة جاز ميلودي: "في 2020، كان الناس يشاركون يومياتهم ببساطة، وقد لامس هذا المحتوى قلوب كثيرين كانوا يشعرون بالوحدة. وربما يعود هذا النمط الآن".

بينما شكّل ركود الجائحة فرصة ذهبية للمؤثرين، فإن الركود المقبل يبدو أكثر قسوة وغموضًا، وقد يشكّل اختبارًا حقيقيًا لبقاء هذه الصناعة.

هل يستمر اقتصاد المؤثرين في الصمود؟ أم أن عصر الرفاهية الرقمية بدأ يترنح أمام واقع اقتصادي أكثر صرامة؟

أخر الأخبار

عرض الكل