Arraf
المغرب يواجه محاولة هجرة جماعية إلى إسبانيا بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي
واجهت السلطات المغربية، الأحد 16 سبتمبر/ أيلول، محاولة جديدة للهجرة غير الشرعية، حيث منعت عشرات المهاجرين من اقتحام السياج على الحدود مع جيب سبتة التابع لإسبانيا بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة الهجرة الجماعية.
ويشهد جيبا سبتة ومليلية التابعان لإسبانيا، والواقعان على ساحل البحر المتوسط، من وقت لآخر موجات من محاولات الهجرة غير الشرعية ممن يسعون للوصول إلى أوروبا، حيث يعتبرا الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع القارة الأفريقية عبر المغرب.
وفي آخر هذه المحاولات تجمع عشرات المهاجرين، الأحد، على قمة تل في مدينة الفنيدق على الحدود وبدأوا في قذف قوات الأمن المغربية بالحجارة، لكن الشرطة تعاملت معهم ومنعتهم من الاقتراب من سياج سبتة، بحسب وكالة رويترز.
يواجه المغرب خلال العام الجاري ضغوطاً متنامية للهجرة، نتيجة لعدم الاستقرار في منطقة الساحل، فضلاً عن قابلية الحدود للنفاذ، ومما يفاقم هذا الوضع، الشبكات التي تعمل في مجال تهريب المهاجرين واستغلالها لسياسات الحماية والاستقبال، وتوظيف أهداف هذه السياسات في خدمة مصلحتها الخاصة، بحسب وكالة أنباء المغرب العربي.
وأحبط المغرب في الشهور الثمانية الأولى من العام محاولات هجرة غير شرعية لعدد 45015 شخصاً من جنسيات مختلفة إلى أوروبا، بحسب ما كشفته بيانات وزارة الداخلية، منهم 11323 شخصاً على مستوى عمالة المضيق، و3325 محاولة على مستوى إقليم الناظور خلال شهر أغسطس/ آب، وفقاً لبيانات وزارة الداخلية.
اقرأ أيضاً: المغرب يحبط محاولات غير شرعية لهجرة 45 ألف شخص إلى أوروبا خلال 2024
كشفت السلطات المغربية عن إلقاء القبض على 60 شخصاً على الأقل خلال الأسبوع الماضي بتهمة تحريض المهاجرين على محاولة العبور الجماعي للحدود عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
كما نشرت السلطات قوات أمن بكثافة في الفنيدق منذ الجمعة 13 سبتمبر/ أيلول.
وقال رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، محمد بنعيسى لرويترز: "يتعلق الأمر بأكبر إنزال أمني شهدته الفنيدق، كما تعمل السلطات بشكل استباقي عن طريق وضع سدود قضائية في الطرقات المؤدية لشمال المغرب".
وأضاف: "تم نقل المئات من الراغبين في الهجرة السرية بعيداً عن الفنيدق"
وبحسب رويترز، يتشكل معظم المهاجرين من الشبان المغاربة، وينضم إليهم عدد أقل من المهاجرين من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
وذكر الناشط الحقوقي في الفنيدق، زكريا زروقي، أن الكثير من راغبي الهجرة يصلون إلى الفنيدق من خلال السير على الأقدام، ويختبئون في الغابات القريبة للاختفاء بعيداً عن أعين السلطات.
وقال إن قوات الأمن المغربية تحاول منع الهجرة عبر الحدود البرية، وتنشر دوريات على الشاطئ من أجل منع الراغبين في الهجرة من السباحة إلى سبتة.
وعزز دولتا المغرب وإسبانيا الجارتان تعاونهما في جهود منع الهجرة غير الشرعية منذ تسوية خلاف دبلوماسي منفصل بينهما في العام قبل الماضي. لكن الشرطة الإسبانية ذكرت أن مئات المهاجرين استغلوا الضباب الكثيف خلال أغسطس/ آب في محاولة الوصول إلى سبتة عبر السباحة.
اقرأ أيضاً: معدل البطالة في المغرب يقفز لأعلى مستوياته منذ 2001
وتؤدي المراقبة المشددة لحدود شمال المغرب إلى زيادة في عدد المهاجرين المتعرضين لتجربة الطريق الأطول والأكثر خطورة عبر المحيط الأطلسي إلى جزر الكناري.
كان المغرب أحبط خلال العام الماضي محاولات 75184 شخصاً للوصول بشكل غير قانوني إلى أوروبا، بارتفاع 6% عن عام 2022.