Arraf
الالتزام هو المحرك الحقيقي لنجاح الأعمال.. لماذا ليس التخطيط فقط؟
تعددت الآراء التي حاولت وضع تعريف ثابت لمفهوم الالتزام. وفي حين عرف أحد الآراء الالتزام أنه لا يعني الالتزام بالمواعيد أو بأجندة أو جدول زمني محدد. أشار رأي آخر إلى أن الالتزام جوهره الشغف، وهو التزام قوي ومركّز على الهدف، والخطة، والمبادئ. وهو ما يعني عدم الهروب من المشاكل، واحتضان التغييرات والاستمرار في العمل حتى في الأوقات الأكثر صعوبة.
وفي السطور التالية نسلط الضوء عن 10 أسباب وراء كون الالتزام وليس التخطيط، هو المحرك الحقيقي لنجاح الأعمال.
1- الاستمرارية أفضل من الكمال
من الضروري لتحقيق الاستمرارية، الالتزام باستراتيجية أو مسار عمل معين. ويتلخص الالتزام في كل ما يحيط بنا في الحياة بدءًا من الوصول إلى الفصل الدراسي، أو التدريب، ووصولاً إلى القيام بالعمل الضروري والمضي قدمًا مهما كان ضئيلًا.
وباختصار فإن الاستمرارية تساعد في بناء الثقة مع عملائك، وفريقك، وأصحاب المصلحة الآخرين. كما يظهر الموثوقية ويولد الثقة في العمليات التجارية المستقرة في عملك.
2- المرونة تقهر الصعاب
تتغير ظروف السوق في ظل بيئة الأعمال غير متوقعة، وتنشأ المنافسة، وتظهر العديد من المشاكل. وبالتالي، يتم التعامل مع حالات عدم اليقين المختلفة من خلال الالتزام؛ ما يوفر لك القوة اللازمة للنجاح.
ويساعدك هذا على إبقاء عينك على الهدف، ويساعدك أيضًا على الالتزام برؤيتك المستقبلية وأهدافك طويلة الأجل، حتى في مواجهة التحديات قصيرة الأجل.
3- القيادة الأصيلة ومعنويات الفريق
يلهم القائد الحازم والأصيل والملتزم أعضاء فريقه، ويصبح الموظفون متحفزين عندما يعلمون أن قائدهم يعمل بجد من أجل الشركة. وهذا بدوره يعزز الالتزام التنظيمي؛ إذ يتم توجيه جميع الموظفين نحو رؤية الشركة ورسالتها.
4- القدرة على التكيف والابتكار
لا يعني الالتزام وضع خطة محددة واتباعها مهما كانت الظروف فحسب. بل يعني أيضًا المرونة وهي القدرة والاستعداد لاحتضان التغيير.
ومن المهم أن يتقبل رواد الأعمال حقيقة أن الخطط التي يتم وضعها قد تتطلب التغيير بسبب بيانات جديدة محدثة أو بسبب تغيرات السوق أو التحديات التي تطرأ على طول الطريق؛ حتى يستطيعوا في نهاية المطاف أن يتكيفوا ويجرون التغييرات لضمان تحقيق النتائج المرجوة من المسار.
5- بناء علاقات طويلة الأمد
لا يقتصر الولاء للعملاء على عقد الصفقات فقط، بل يتعلق بناء الولاء بفهم احتياجاتهم وتوفير الأدوات اللازمة لخلق القيمة وكسب ثقتهم. وللوصول إلى هذه الغاية، من المرجح أن يصبح العملاء المتعاملون مع جهود شركتك المستمرة لتلبية احتياجاتهم سفراء للعلامة التجارية.
إن إدراك المستهلكين لحقيقة أن شركة “أبل” تقدم باستمرار منتجات عالية الجودة وخدمة عملاء متميزة يشكل أساسًا بالغ الأهمية. حيث يعزز مجهودات الشركة على الاحتفاظ بعملائها المخلصين حتى في الأوقات الصعبة. وهذا يشكل ارتباطًا طويل الأمد، وهو مفتاح نجاح شركة “أبل” على المدى الطويل.
6- الوضوح والتركيز
الالتزام يعني وجود صورة واضحة ونظرة ثاقبة؛ لأن التركيز على الأهداف يعني الالتزام، ويصبح من السهل تنظيم واتخاذ القرارات. وربما تخصيص الموارد لتحقيق الأهداف المحددة. ولا شك أن كل هذه الجوانب تضمن التركيز على الأهداف الاستراتيجية وعدم اصطدام أي شيء يعرقل عملية تنفيذها.
على سبيل المثال، أثبت “وارن بافيت” ولاؤه لمبادئ الاستثمار القائم على القيمة ورؤيته الصارمة للنتائج طويلة الأجل أنه أحد أنجح المستثمرين في الأسهم على الإطلاق. وهذا الوضوح والتركيز مهمان للغاية لاستدامة أي مشروع تجاري.
7- التغلب على الخوف والمجازفة
تنطوي ريادة الأعمال بطبيعتها على المجازفة. وسوف يساعدك الالتزام في التغلب على حاجز الخوف من الفشل حتى تتمكن من أن تكون في وضع يسمح لك باتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر.
كما يجعلك تؤمن بقدراتك وأحلامك، ويحفزك على الخروج من الدائرة المغلقة التي تحيط بك والسير نحو المهام التي قد يعتبرها الآخرون محفوفة بالمخاطر.
على سبيل المثال، تعد “سارة بلاكلي”، مؤسسة “سبانكس”، مثالًا جيد على الشجاعة، فقد كان والدها أثناء نشأتها يشجعها على الفشل، وكان يسألها وشقيقها عما فشلا فيه كل أسبوع، وإذا أبلغا عن فشل، كان والدها يحتفل. وإذا لم يكن لديهما إخفاقات للإبلاغ عنها، كان يظهر خيبة أمله.
8- تعزيز النمو الشخصي
تعد ريادة الأعمال أيضًا عملية تحول ذاتي، ومع التزام رواد الأعمال بأهدافهم التجارية. من المتوقع أن يدفعهم ذلك إلى التعلم واكتساب المزيد من المعرفة والتغيير. وهذا التطور الشخصي المستمر ضروري في البيئة التنافسية للسعي والتكيف مع السوق على المدى الطويل.
على سبيل المثال، لم يتوقف “هوارد شولتز”، الرئيس التنفيذي السابق لشركة “ستاربكس”، عن تعلم كيف يصبح قائدًا ورجل أعمال أفضل. وقد ساعده ذلك أيضًا في تطوير موقف النمو الشخصي الذي لعب دورًا في نمو “ستاربكس” لتصبح واحدة من أكبر الشركات في العالم.
9- بث الثقة في نفوس أصحاب المصلحة
يتوقع رجال الأعمال الالتزام من القادة بسبب المخاطر التي يتحملونها في الشركات. فهم يريدون أن يعرفوا أنك مهتم بالمشروع وأنك تمتلك الدافع لتحقيق رؤيتهم. ولا شك أن إظهار الالتزام يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً في جعل المحيطين يثقون بك. ومن ثم، الحصول على نوع الدعم الذي تحتاجه لتوسيع نطاق عملك.
على سبيل المثال، قامت “أوبرا وينفري” ببناء رؤية ودافعًا منظمين للغاية لشركتها “أو دبليو إن” وهي اختصار لاسمها. وهو على الأرجح السبب الرئيسي وراء ثقة المستثمرين بها وتزويدها بالتمويل والشراكة لإنشاء شبكة إعلامية مزدهرة.
10- تحقيق النجاح المستدام
يعد الالتزام هو المفتاح لتحقيق النجاح المستدام، فهو يضمن لك البقاء ملتزمًا بمهمتك، وقيمك، وأهدافك على المدى الطويل. وفي حين قد تتغير الخطط، فإن التزامك برؤيتك يبقيك متحركًا للأمام ومتكيفًا مع التحديات والفرص الجديدة.
على سبيل المثال، دفع التزام “جيف بيزوس” المؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة “أمازون” التي تركز على العملاء نمو الشركة وابتكاراتها لسنوات طويلة. وقد وضع هذا الالتزام الطويل الأمد الشركة كواحدة من أنجح الشركات وأكثرها تأثيرًا على مستوى العالم.
وفي حين أن الخطط ضرورية لتحديد الاتجاه، إلا أنها التزام يدفعك نحو تحقيق أهدافك. وهذا الالتزام يغذي سمات القادة الناجحين بأكملها لبلوغ النجاح على المدى الطويل. وهو ما صرح به “سيث جودين” قائلاً: “إن الأمر لا يتعلق بوضع خطة جديدة كل عام؛ بل يتعلق بالالتزام الراسخ برؤيتك”.
وأخيرًا، إذا كنت تطمح في بلوغ هذا النجاح اعتنق الالتزام كمبدأ توجيهي لك، وستراه على المدى الطويل وهو يغير عملك ويدفعك نحو تحقيق نجاح غير عادي. وتذكر أن التزامك، وليس خططك وحدها، هو الذي سيحدث الفارق في النهاية.
بقلم / كريس كيل
المقال الأصلي: هنا
The post الالتزام هو المحرك الحقيقي لنجاح الأعمال.. لماذا ليس التخطيط فقط؟ appeared first on مجلة رواد الأعمال.