Arraf

Select Language

احتجاج القهوة في كندا.. "كنديانو" بدلًا من "أمريكانو"!

قناة CNBC العربية منذ شهر

في تحول لافت لا يُعد مجرد تعديل موسمي على قائمة المشروبات أو خدعة تسويقية، بل تعبير ثقافي، بدأت المقاهي في كندا بإطلاق اسم جديد على مشروب "الأمريكانو"، ليصبح "كنديانو". هذه الخطوة، التي انطلقت كمزحة داخلية في أحد المقاهي، سرعان ما تحولت إلى نقاش وطني أثار تفاعلاً واسعًا على مستوى البلاد.

تعود بداية القصة إلى 6 فبراير 2025، حين نشر مقهى ومحمصة "كيكينغ هورس" في كولومبيا البريطانية منشورًا على إنستغرام يدعو فيه لتسمية المشروب بـ"كنديانو" – قبل أن يتم حذف المنشور لاحقًا. ووفقًا لما أوردته مجلة بارسيتا، كانت الدعوة في البداية إشارة مرحة إلى الهوية والعلامة التجارية الوطنية، لكن الأمر تجاوز المزحة ليُشعل موجة من النقاش على الإنترنت.


اقرأ أيضاً: أخبار مزعجة لعشاق القهوة.. ارتفاع في الأسعار وتراجع في الإنتاج


مع انتشار المصطلح الجديد، بدأت بعض المقاهي باعتماده فعليًا، بينما رأى آخرون أنه مجرد سخرية من صيحات الطعام المعاصرة. ومع ذلك، لا يبدو أن "كنديانو" مجرد اسم عابر، بل أصبح رمزاُ ثقافيًا يطرح تساؤلات عميقة حول الهوية والطعام والسياسة.

على الرغم من ذلك، لا يزال الرئيس ترامب يُصرّح بجدية رغبته في أن تصبح كندا الولاية رقم 51، وهو احتمالٌ لا يحظى بشعبية كبيرة بين الكنديين. وقد أكّد رئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو، إلى جانب مسؤولين كنديين رفيعي المستوى، أن هذا لن يحدث أبدًا.

الاسم يحمل دلالات تاريخية

مشروب "أمريكانو" نفسه يحمل جذورًا سياسية؛ فقد نشأ خلال الحرب العالمية الثانية، حين خفف الجنود الأميركيون القهوة الإيطالية "الإسبريسو" بالماء الساخن لتلائم أذواقهم، ومن هنا جاء الاسم. الآن، وبعد أكثر من ثمانية عقود، تُعيد كندا صياغة هذا الاسم كنوع من التعبير الثقافي وربما السياسي.

 

 

ويُعيد هذا التغيير إلى الأذهان أمثلة تاريخية مشابهة؛ فخلال الحرب العالمية الأولى، أعادت الولايات المتحدة تسمية مخلل الملفوف إلى "ملفوف الحرية" لإبعاد الطبق عن أصوله الألمانية. وفي عام 2003، استبدلت بعض المطاعم الأميركية "البطاطس الفرنسية" بـ"بطاطس الحرية" احتجاجًا على موقف فرنسا من غزو العراق.

رمزية "كنديانو"

في هذا السياق، لا يُنظر إلى "كنديانو" كمجرد مشروب قهوة، بل كجزء من تاريخ طويل من استخدام الطعام للتعبير عن المواقف والهوية. فالتسمية الجديدة تتخذ شكلاً رمزيًا بسيطًا ولكنه فعّال، بعيدًا عن الأساليب العدوانية أو الإجراءات السياسية التقليدية.


اقرأ أيضاً: قهوة مُرّة: كيف تهدد الرسوم الجمركية أكواب الأميركيين الصباحية؟


بحسب مركز "بيو" للأبحاث، فإن الطعام ليس مجرد وسيلة للبقاء، بل مرآة تعكس القيم الاجتماعية والانقسامات الاقتصادية والسياسية. وضمن هذا الإطار، يمكن اعتبار "كنديانو" خطوة ذكية لتأكيد الهوية الكندية في وقت تتصاعد فيه التوترات بين كندا والولايات المتحدة.

القهوة تتحوّل إلى موقف

يأتي الاهتمام بـ"كنديانو" في خضم اقتراحات بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية، وتجدد الجدل حول العلاقة الاقتصادية بين البلدين. وبينما بدأت الفكرة كمزحة، فإن السياق السياسي منحها عمقًا غير متوقّع.

منشور "كيكينغ هورس" المحذوف لم يكن يتوقع هذا الزخم، لكن ردة الفعل تكشف أن الناس يتفاعلون بجدية مع الرموز الثقافية، حتى لو جاءت في فنجان قهوة.

هل "كنديانو" مجرد اتجاه غذائي جديد؟ أم تعبير صادق عن الهوية؟ في كلتا الحالتين، أصبح هذا المشروب اليوم أكثر من مجرد قهوة – إنه رسالة.

أخر الأخبار

عرض الكل